ففي الثامنة صباحا، وهو موعد وصول الطلبة إلى مدارسهم، ينحرف المسار من المدرسة إلى كورنيش النيل، وبما أن الطالبات يخرجن من بيوتهن بالزي المدرسي، فيوجد أمامهن أحد الخيارين، إما أن يقضين يومهم بذلك الزي الرسمي للدراسة، وإما أن يرتدين زيا آخر مختبئا تحت الزي الرسمي أو حمله بحقائبهن بدلا من أدواتهن المدرسية، بالإضافة إلى مساحيق التجميل؛ لاستكمال الصورة النهائية لـ "كاراكتر" الراقصة الصغيرة" .
وتتراوح أعمار "الراقصات" أو "الطالبات" من الحادية عشر إلى الثامنة عشر، فأغلبهن طالبات بالإعدادي، منهن فتيات ذات وجوه بريئة ساقتها بالطبع صديقه السوء دون أن تعلم إلى أين تذهب، و أخريات لا يفرقن كثيرا عن العاهرات، جئن إلى المراكب ليجعلن من أجسادهن" فيلما جنسيا "؛ لتثير شهوة رجل يلتهمها بنظراته، وقد يتطور الموقف من النظرات إلى اللمسات، ومن الممكن أن يتم الاتفاق علي المكان والزمان بعد الاتفاق على الثمن ..
رقصني شكرا .. بـ 3 جنيه
و بعد أن توصلنا إلى دور تلك الفتيات " بمراكب الهوى "، وهو الدور الذي ينحصر في اصطياد الرجال، و جذب الشباب لشراء أجساد بلا ثمن، هنا يبقى حق "المركب"، وصاحب المركب الذي لابد وأن ينوله من " الحب جانب" ..
حيث يبدأ ذلك الفيلم المثير ببطلاته من " طالبات الهوى " برفع صوت المسجل بالأغاني الشعبية لجذب الذبائن، وتقوم الفتيات التي تلعبن دور "الراقصة" ببراعة مع اختلاف طفيف، فبطلتنا ليست بـ "بدلة رقص" كما هو المعتاد، ولكنهن بالزي الرسمي لـ"عباءة المدرسة"، حيث تبذل كل منهن قصارى جهدها لتجذب أكبر عدد من الزبائن، فكل زبون يدفع لصاحب المركب ثلاثة جنيهات مقابل جولة لا تستغرق أكثر من عشر دقائق، ولكن في هذا الوقت الصغير يكون قد متع نظره ومن الممكن أن يكون قد اختار من ترافقه طبقا للمواصفات التي يفضلها، خاصة وأن المركب ممتلئ بالفتيات القاصرات " على كل لون ياباتسته " فمنهن الطويلة وأخرى قصيرة والممشوقة القوام وهكذا ..
أما بشأن الفتيات فهن نوعان ..إحدهما تكتفي بما يدفعه لها شريك ليلتها ،وأخرى يقتصر دورها على راقصة فقط، ترفض الذهاب إلى خارج المركب بشرط الحصول على نسبتها من صاحب المركب، و هناك نوع ثالث وهى التى تمارس الرقص كهواية، وينتابها اللذة عندما تتحول لمحرك جنسي للرجال، وهذا النوع لا يأخذ نسبة من هذا ولا ذاك .
فتيات الشوارع .. سمسارة الهوى
الأمر لم يقتصر على الرقص وبيع الهوى فحسب، حيث يمتد الأمر إلى قيام تلك الصغيرات بتدخين السجائر وتبادلها مع بعضهن البعض ، وهناك من تقبل وأخرى ترفض فترد عليها بإشارات لا تخرج سوى من فتيات لا تعرف شيئا عن التربية والأخلاق، فماذا عن قصة تلك الفتاة و من جاء بها إلى مراكب الليل ؟!
فتاة في السادسة عشر من عمرها ترتدي زي يختلف عن زميلاتها ،فكل من تجلس معهن يختبئن في زي الدراسة إلا هى ترتدي ملابس مختلفة عنهن، وكأنها تقول للجميع "وجهي مكشوف ولا أخشي أحدا"، كانت حقا مختلفة تفعل كل شئ بإمعان ينم عن خبرة، وكأنها اعتادت على ما تقوم به، تعطي سيجارة لأحدهما، وتأمر أخرى لتستعد لرقصة ساخنة، كما أنها تأمر و تنهي صاحب المركب بما تريد ،و بالرغم من صغر سنها إلا أنها متمرسة فيما تفعله، تتابع كل ما يحدث بالمركب بنظرات ماكرة خبيثو، وكأنها تدير وكرا للدعارة، وليست مجرد مركب . . تلك البنت الغامضة المثيرة للجدل التي كان يناديها الجميع "بأسطى" هى فى الأصل من أطفال الشوارع ، أصرت كاميرا " الدستور" أن تكشف ما تخفيه وراء تلك العيون ذات النظرات الحادة ، اكتشفت "الدستور" من خلال أحد ملاك المراكب أن تلك الفتاة تعمل سمسارة لدى جميع المراكب، بمعنى أن فتيات المركب جميعا اتفقن علي اصطياد الرجال، إلا "هذه" فاتفقت مع المراكب على اصطياد الفتيات فى مقابل نسبة أو كما يقال "عمولة "، وهنا علمنا لماذا يناديها الجميع "بأسطى"، فهى من تدير تلك الشبكة برمتها، ولكنها تسوق بهن إلى طريق مظلم لا تظهر له ملامح سوى الانتهاء بكارثة- إلا ما رحم ربي- .
و لكن "الأسطى"ليست السائق الوحيد، فيشاركها آخرون من أصحاب المراكب الذين يخططون ويدبرون جيدا من أجل لقمة العيش و التجارة بالأجساد الرخيصة ، فالجميع اتفق على هؤلاء البنات وعلى أجسادهن وبيعها لمن يدفع أكثر، وفي الغالب ترتمي بأحضان كبار السن "العواجيز"، فهم الأغنى والاكثر ثراءا وسخاءا في الدفع